احذروا.. الفايس بوك يحاول شحن الأطفال سياسياً

حركة غير معهودة تعرفها الساحة الجزائرية على الصعيد الاجتماعي والسياسي وتزامن ذلك مع ثورة في المعلوماتية، والحرب الالكترونية الحاصلة بين عدة أطراف سياسية والتي تختلف اتجاهاتها وبرامجها وإيديولوجياتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب انتخابات رئاسيات 2014 ومحاولة جهات أجنبية استغلال الوضع لزعزعة استقرار الجزائر، ما خلق جدلا واسعا واهتماما لمختلف الفئات العمرية.
ولعل أساليب التأثير على الأفراد عبر الشبكة العنكبوتية وحتى وسائل الإعلام الأخرى السمعية والبصرية والمكتوبة، شدت حتى الصغار، بل أكثر من ذلك تحاول جهات مجهولة أن تستغل البراءة كقنابل موقوتة دون وعي من أوليائهم ودون رقابة قانونية في مقاهي الانترنت التي يقصدها الأطفال والمراهقون يوميا للاطلاع كفضوليين على مضامين سياسات التشويش والاستغلال الاجتماعي والنفسي لتحقيق الأهداف الشخصية بعيدا عن روح المواطنة والأخلاق.
في جولة استطلاعية قادت "الشروق" إلى بعض مقاهي الانترنت قصد معرفة أكثر المواضيع والاهتمامات التي تشد المراهقين والأطفال هذه الأيام تزامنا مع الحراك السياسي عشية الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، وظهور فئات معارضة للعهدة الرابعة وفي المقابل ظهور تنظيمات أجنبية تحاول استغلال ما يسمى بـ"الربيع العربي" لتسميم المراهقين والأطفال بأفكار سلبية هدفها التجريد من الوطنية والعقيدة. 
في أول مقهى انترنت بحسين داي، صادفنا 3 مراهقين لا تتجاوز أعمارهم الـ16سنة، كانوا ملتفين حول جهاز كومبيوتر، ويتصفحون موقعا إلكترونيا، يحوي أشكالا كاريكاتورية مضحكة حول مسؤولين سياسيين جزائريين ومرفقة هذه الرسومات بعبارات لا أخلاقية.
قال مسير مقهى الانترنت، عبد الغني، بأنه منذ فترة معينة لاحظ أطفالا يتناقشون في أمور سياسية أكبر من حجمهم، وحسبه هناك مغالطة كبيرة لعقولهم. 
وعن سؤالنا، ماذا يقصد بهذه المغالطة، قال "لقد رأيت أحد الأطفال وبعد انتهائه من بحث مدرسي عبر الانترنت، راح يتصفح فيديو لحصة تلفزيونية جزائرية تسخر من السياسيين والمسؤولين في الجزائر، ونظر إلى زميله، فأخبره أن هناك حركة تدعى "بركات" ووصفها بـ"الشجاعة".
وفي مقهى أنترنت بالقبة، كان طفلٌ في الـ13سنة يتطلع على موقع الكتروني يحمل عنوان "حقيقة الربيع العربي بين المنظور الديني والسياسي" ويحوي شكل رأس وعلى الدماغ كتب "هنا تقع الثورة".
وتقربنا من هذا الطفل وسألناه عن سبب اهتمامه بهذا الموقع؟ فأجاب بأنه مجرد فضول، لكن صمت قليلا وبضحكة تحمل بعض اللؤم والمكر "وعلاش ما نغيروش الحالة كيما هوما؟". وبرر ذلك بأن والدته تسعى دائما إلى البحث عن عمل بعد أن طلقها والده ولكن لا يتم توظيفها. 
وفي السياق ذاته، كشف صاحب مقهى أنترنت في ساحة أول ماي بالعاصمة، أن العشرات من الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18سنة، يتهافتون على الانترنت بهدف تبادل الحوارات والأفكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم، لكنه لاحظ في الفترة الأخيرة، اهتماما منقطع النظير بالأمور السياسية، وما ينشر من طرف بعض معارضي العهدة الرابعة، أو  اطلاعهم على فيديوهات وصور كاريكاتورية أو تعليقات تتعلق برؤساء أحزاب ومسؤولين سياسيين. 
وقال سيد علي، وهو أستاذ في التعليم المتوسط، إن النقاشات السياسية أصبحت تشغل حتى عقول التلاميذ، حيث التمس من خلال ذلك تأثير أوليائهم على اتجاهاتهم السياسية بحكم مواضيع الأحاديث بين أفراد العائلة والتفافها حول التلفاز لمشاهدة مختلف القنوات والحصص التي تتناول موضوع الساعة.
مشيرا إلى أن بعض التلاميذ وجدوا من التقنيات التكنولوجية الجديدة واكتسابهم لهواتف ذكية وألواح إلكترونية مجالا مشجعا للمشاركة في الحراك السياسي.

ليست هناك تعليقات